منتدى طلبة GRH تقرت

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى طلبة GRH تقرت

كل ما يتعلق بالموارد البشرية


    كيف تضاعف قدراتك الذهنية على التعلم ... إدارة العقل

    belhachani zaid
    belhachani zaid
    الوزير
    الوزير


    المساهمات : 107
    تاريخ التسجيل : 08/11/2009
    العمر : 37
    الموقع : الجزائر..تقرت

    كيف تضاعف قدراتك الذهنية على التعلم ... إدارة العقل Empty كيف تضاعف قدراتك الذهنية على التعلم ... إدارة العقل

    مُساهمة  belhachani zaid الإثنين نوفمبر 09, 2009 1:34 am

    لماذا لا نتعلم بصورة أفضل في حين يحتوي المخ على 200 بليون خلية ربما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية,ِ لماذا لا نتذكر بصورة أفضل في حين تستطيع عقولنا أن تحتفظ بحوالي 100 بليون معلومة , والتي تعادل ما تتضمنه دائرة المعارف, لماذا لا نفكر بصورة أسرع في حين أن أفكارنا تسافر بسرعة تتجاوز 300 ميل في الساعة , وهي سرعة أكبر قطار في العالم وهي سرعة أكبر من أسرع قطار في العلم قطار الرصاصة, لماذا لا نفهم بصورة أفضل في حين أن عقولنا تحتوي على أكثر من تريليون وصلة محتملة, وهو ما يتواري منه اعظم الحاسبات الإلكترونية خجلاً, الإجابة على هذه التساؤلات سهلة للغاية إن معظمنا لا يستخدم بحكم العادة سوى جزء بالغ الضآلة من قوانا العقلية وهو ما يقدر العلماء بمعهد أبحاث 'سانفورد' بنسبة 10% فقط.

    لقد أعطانا الله سبحانه وتعالى عقولا مذهلة وقدرات ذهنية غير عادية وصدق الله إذ يقول 'لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم' فلماذا لا نشكر نعمة الله علينا ونستغل هذه القدرات بصورة أكبر ومن ناحية أخرى فإن التقدم المذهل الذي نراه اليوم وبخاصة في دنيا المعلومات يجعل الحاجة جبرية لقدرات عقلية متناسبة وقد يراودك الظن أن انتهاء تعليمك الجامعي يعني نهاية الدراسة والتعلم والحقيقة غير ذلك تماما حيث يتعين عليك بعد نيل شهادة التخرج والتعلم بما يوازي عشرة أضعاف ما درسته في الجامعة لمجرد الحفاظ على وظيفتك والقيام بأعبائها. والذي نحب أن نطمئن به الاخوة القراء أنه يمكن لأي شخص بسهولة مضاعفة قدراته العقلية وعندما تتعلم الطرق العلمية البسيطة الموجزة لاستغلال قواك العقلية فإن استخدامك لعقلك بقدر الضعف لا يستنفذ مجهودا مضاعفا فأنت ببساطة بالغة تتعلم استخدام عقلك بشكل أكثر كفاءة محققا ضعف النتائج دون أي زيادة في الطاقة العقلية مقارنة بما قبل ذلك.

    ووفقا للتجارب التي أجراها العالم آلان جيفنر مدير مختبر أجهزة رسم النشاط الكهربي للمخ [EEG] فإن الطاقة المبذولة في وضع خطوط عشوائية دون اكتراث تماثل تلك المستنفذة في رسم لوحة فنية رائعة.
    وبكل أسف فإن أغلب الناس يفتقدون ضعف قدرتهم على التعلم ويجدون في التعلم صعوبة شديدة ويرجع الأمر في ذلك إلى ثلاثة أسباب:
    السبب الأول: الخبرات التعليمية السلبية بسبب التجارب المريرة في المدارس والجامعات التي تتناول التعليم بطريقة بدائية عتيقة لا تساهم في التعلم بطريقة صحيحة.
    السبب الثاني: الافتقار إلى تدريب يساعد على تطبيق المواهب التي تعلمتها.
    السبب الثالث: أن أغلب الناس يركز على الأوقات التي كانت تفشل أثنائها في التعلم ، إننا نادرا ما نركز على الجوانب الإيجابية في التعلم وفي الأشياء التي نجحنا في تعلمها بالفعل.
    لقد تعلمت المشي وهو عمل فذ مستخدما الكثير من الحركات والأوضاع البارعة للعضلات والوزن والتوازن وقوة الدفع لقد تعلمت الكلام مستخدما الآلاف من الكلمات وعشرات من القواعد المعقدة لقد تعلمت القراءة والكتابة والعمليات الحسابية وكثيرا من العلوم وكثيرا من الخبرات مما يجعلك حقا متعلما بارعا.

    وهكذا نكون قد تغلبنا على أول سلبية كانت تقف عائقا أمامك في طريق مضاعفة القدرة على التعلم وحلها ببساطة أن توقن من أنك حقا متعلم بارع.
    وحتى نضمن أنك تغلبت على هذه السلبية فهناك أربع جمل أساسية سلبية نريدك أن تحولها إلى جمل إيجابية، أنظر الجدول الآتي:

    جملة سلبية جملة إيجابية
    1- التعلم مثير للضجر. التعلم مفيد جدا وفيه إثارة كبيرة.
    2- لست متعلما جيدا. لقد نجحت في تعلم أشياء كثيرة وأنا بالفعل متعلم بارع.
    3- لا أستطيع أن أتعلم أو أفهم هذا الموضوع. تعلمي لشيء يدل على إمكان تعلم شيء آخر وطالما غيري قد تعلمه فأنا أستطيع أن أتعلمه.
    4- لن أتذكر ما أتعلمه. لقد تعلمت بالفعل كيف أتذكر الكثير من الأمور الهامة.

    حالة التعليم المثلى:
    هل جربت مرة وشعرت وأنت تتعلم أنك في كامل تركيزك وأنك تستطيع الحصول على المعلومات فورا ودون أي جهد بل وبدرجة من الابتهاج تجعلك ترغب في مواصلة التحصيل حتى تنهار من شدة التعب؟ هل جربت وشعرت أنك في كامل قدراتك العقلية وما أن تنظر للكلمة حتى تحفظها؟ هذه الحالة تسمى حالة التعلم المثلى في حين يسميها بعض العلماء 'قمة الأداء' ويسميها البعض الآخر 'حالة التدفق'.

    قد يساورك الشك في أنك لم تخض مثل هذه التجربة من قبل ولكن إذا استعرضت شريط حياتك فستتذكر لا ريب مرة واحدة على الأقل كنت في مثل هذه الحالة ولكن المشكلة أنها نادرا ما تأتي ولذا فالذي تود أن نشترك به أيها الأخ الكريم أنه بإمكانك بتطبيق ثلاث خطوات بسيطة الوصول إلى حالة التعلم المثلى.

    ثلاث خطوات للوصول إلى حالة التعلم المثلى:
    الخطوة الأولى التنفس العميق:
    هناك كم هائل من التجارب والبراهين العلمية تؤكد أن بوسع التنفس العميق إيجاد الظروف التي تستند إليها في الأساس جميع تجارب التعلم الأمثل. فالتنفس العميق يزيد من كمية الأكسجين المتاحة للمخ كما يعمل على استرخاء الجسد وتخليص العقل من التوتر.

    الخطوة الثانية: الاسترخاء:
    يساعدك على تنقية مخك من الأفكار التي تشتت تركيزك.

    الخطوة الثالثة: التوكيدات الإيجابية:
    فالتوكيدات لها من القوة ما يضمن جعل عقلك يتحول إلى حالة التعلم المثلى تماما كالقوة الكامنة في الأمر الصادر إلى الحاسب الآلي للانتقال من برنامج إلى آخر.مثال للتوكيدات 'إنني متعلم لا يشق له غبارولله الحمد' – 'إنني أجتاز حالة التعلم المثلىبفضل الله'

    تدريب الوصول إلى حالة التعلم المثلى:
    أولا التنفس العميق:
    1- ضع يدك اليمنى على اليسرى أسفل القفص الصدري مباشرة وأرخ عضلاتك بطنك.
    2- تنفس بشكل طبيعي وسهل [من الطبيعي أن تتحرك يديك ولكن الحركة يجب أن تنشأ فقط عن طريق تنفسك وليس عن طريق عضلات البطن].
    3- بعد أن تتنفس بشكل طبيعي وسهل استنشق الهواء ببطء عبر أنفك حتى اكتمال العدد لرقم أربعة [تخيل أن الأكسجين يتم سحبه مباشرة من رئتيك إلى مخك].
    4- امسك عن التنفس حتى اكتمال العدد لرقم أربعة [تخيل أن أي توترات تزول مع تنفسك].
    5- كرر الخطوات من 3-5 خمس مرات.

    ثانيا: الاسترخاء:
    1- ابدأ في التنفس بشكل طبيعي مرة أخرى عن طريق الأنف.
    2- عندما يعود تنفسك إلى حالته الطبيعية دع نفسك تركز على النفس المنساب شهيقا وزفيرا عن طريق أنفك، لا تعمد إلى استرخاء عن وعي تام حاول الملاحظة في هدوء.

    ثالثا: التوكيدات الإيجابية:
    1- كرر لنفسك العبارات التالية كل عبارة على حدة في تركيز وهدوء.
    2- فكر في معنى كل عبارة لمدة دقيقة أو نحوها قبل الانتقال للعبارة الأخرى.
    3- بعد التفكير في كل هذه العبارات كررها مرة واحدة في صوت مسموع وهادئ وواضح
    4- فيما يلي هذه العبارات:
    • 'إنني متعلم لا يشق له غبار ولله الحمد'.
    • إنني اجتاز حالة التعلم المثلى بفضل الله'.
    • 'سوف أتعلم في سهولة وتعمق إن شاء الله'.

    إجادة مراحل التعلم الثلاثة:
    تتم عملية التعلم من خلال ثلاث مراحل:
    مرحلة ما قبل التعلم – مرحلة أثناء التعلم – مرحلة بعد التعلم.
    وحتى تضاعف قدرتك على التعلم عليك أن تحسن إتمام كل مرحلة من مراحل التعلم.

    أولا: مرحلة قبل التعلم:
    يعتبر الإعداد هو الشيء الرئيسي عليك فعله قبل التعلم فالإعداد يمثل 90% من كل شيء وعندما تقرر شركتك الاندماج في شركة واحدة قد يستغرق توقيع خطاب الاتفاق دقائق معدودة ولكن يسبق ذلك شهورا وربما سنوات من الإعداد وعندما قرر الأخوان رايت الطيران كان ذلك نتيجة إعداد طويل وشاق وهناك ثلاث خطوات لإتمام مرحلة الإعداد لتعلم مجال معين:

    1- مراجعة ما تعرفه سابقا عن المجال الذي تريد أن تتعلمه:فمثلا إذا كنت تريد أن تحضر ماجستير في الإدارة راجع بداية ما تعرفه عن الإدارة من طرق ووسائل وأقسام وأنواع ..... وهكذا.

    2- تحديد الموضوعات التي تعتقد أنها أكثر أهمية للتعلم:وقد تضع هذه الموضوعات على هيئة أسئلة فمثلا تضع سؤالا مثل 'كيفية بناء روح فريق قوي في العمل' 'كيفية تحضير العاملين .... وهكذا'.
    3- اسأل نفسك هل من شيء أستطيع عمله مسبقا لكي يساعدني في الاستفادة بدرجة كبيرة في التعلم:
    فمثلا من الممكن أن تحدد كتبا معينة نقرأها قبل بداية الماجستير أو نحضر دورات معينة ...... وهكذا.

    ثانيا: مرحلة أثناء التعلم:
    إذ أن مفتاح الاكتساب الفوري للمعرفة يتمثل في الاندماج الفعلي والعاطفي الصادق أثناء الوقت الذي تقضيه في التعلم. ومن أنجح الوسائل التي تجعل التعلم مشوقا وغير ممل هي طريقة 'طرح قضايا افتراضية أثناء التعلم' ومعناها أنك أثناء تعلمك تضع تخمينات ذكية وافتراضات لما سيأتي من مواضيع في القراءة ولما سيؤول إليه الأمر الذي تقرأ عنه، فهذه الافتراضات تحافظ على التركيز بانتباه ودون سرحان فنحن نشعر بالاستثارة عندما تتحقق تصوراتنا لما قرأناه ولذا عند قراءتك لأي موضوع حاول أن تخمن النتائج التي سيصل إليها.

    ثالثا: مرحلة بعد التعلم:
    أظهرت الأبحاث أن فترة قبل التجربة وفترة بعد التجربة يمكن أن تكون حاسمة في تحديد ما نحصل عليه من التجربة أكثر من أي شيء نفعله خلالها. وحتى نستفيد بأكبر قدر ممكن مما تعلمته عليك باتباع أسلوب استثمار المعرفة' وهو أسلوب يستند على أننا نقضي معظم أوقاتنا في التفكير حول الأشياء التي تثير في أنفسنا أعمق المشاعر فهذا الأسلوب يعتمد على أنه أكثر شيء تتعلمه وتتذكره هو الذي تفاعلت معه بعقلك ووجدانك أثناء التعلم ولذا فعندما تقرأ موضوعا معينا:
    1- ابحث عن الحقائق والأرقام التي من الممكن أن تحقق بها نفعا عظيما لنفسك.
    2- ابحث عن الأشياء التي وجدتها ممتعة وتبعث على التسلية.
    3- اسأل نفسك إذا كان هناك شيء قد أدهشك لأنه قد اتسم بالغباء والسخف
    4- اسأل نفسك هل هناك شيء قد أثار غضبك أو جنونك.
    5- اسأل نفسك إذ1 كان قد قيل شيء أشعرك بأنك واقع تحت التهديد.

    وبعد أيها القارئ الكريم، ما عليك الآن سوي أن تبدأ في ممارسة تلك الاستراتيجيات المبسطة التي لا تكلفك الكثير من الجهد، ولكن مع وضعها في الفعل، فلن يمر عليك أسبوع واحد إن شاء الله حتى تلمس بنفسك ذلك التقدم الهائل الذي سيحدث في قدرتك علي التعلم، وفقك الله، وحتى نلقاك عن قريب إن شاء الله علي طريق إدارة العقل، ومضاعفة قدراتك الذهنية، فلك منا سلام الله ورحمته وبركاته .




    ندرس ولكن أين الفاعلية؟ كيف؟ - إدارة العقل

    فن الإدارة :الوطن العربي :السبت 29 رجب 1426هـ – 3 سبتمبر 2005م



    مفكرة الإسلام : خطأ شاع في هذا الزمان ألا وهو اعتقاد أن الدراسة وتعلم العلم متعلق بالمدارس والجامعات فقط وأنه متى حصلت على درجة التخرج من كليتك فقد انقطعت علاقتك بالتعليم وبالدراسة.
    كلا وألف كلا: ليست هذه الصورة الصحيحة التي علمنا إياها ربنا في كتابه فقال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} [طـه: 114].
    ولا التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: 'من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر' [سنن الترمذي وسنن ابن ماجه وسنن أبي داود وصححه الألباني].
    ـ ولا التي حثنا عليها أصحابه، قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: 'تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة وهو الأنيس في الوحدة والصاحب في الخلوة'.
    ـ بل ولا التي فهمها أصحاب العقول على مدار الزمان. قال المحاضر العالمي والكاتب الأمريكي جيم رون: 'وجود المعرفة أو انعدامها ممكن أن يشكل مصيرنا'.
    وقال فرانسيس بيكون: 'المعرفة هي قوة في حد ذاتها'.
    ـ إن المعرفة هي القوة وبمقدار المعرفة التي لديك ستكون مبدعًا وستكون لديك فرصة أكثر لتصبح سعيدًا وناجحًا.
    وهذا أول ما نريد أن نخرج به من هذه الحلقة، ألا وهو عليك أن تستمر دائمًا في التعلم وفي الدراسة. فالدراسة المنتظمة والفعالة ستوفر لك أحد متع الحياة، وهي التراكم المستمر لمعلوماتك وزيادة مهاراتك مما سيرفع من قيمتك ويرفع ثقتك في نفسك, ويمكننا القول أن القليل من الدراسة المنتظمة يماثل القليل من الرياضة المنتظمة.
    وبعد أن اجتزنا العقبة الأولى 'عقبة توقف التعلم' تقابلنا الآن عقبة أخرى إنها عقبة 'عدم الفاعلية في التعلم' فمن المدهش أن تعلم أن نسبة الطلبة الذين يتقنون الدراسة بفاعلية قليلة جدًا, وحتى نجتاز هذه العقبة فأمامك أربعة أسس للدراسة الفعالة احفظها جيدًا، وحاول أن تنفذها بقدر إمكانك فهي المخرج من هذه العقبة بإذن الله.
    أسس الدراسة الفعالة:
    الأساس الأول: اجعل البداية سهلة:
    مشكلة تواجهنا جميعًا مشكلة عدم القدرة على بدء العمل في موعده المحدد له. قد يكون ذلك بسبب أننا نجد صعوبة عند البدء في العمل أو لأننا ننشغل بأمور أخرى قبل البدء في العمل مباشرة كقراءة الصحف أو عمل مكالمات هاتفية أو غير ذلك، ولكن عليك أن تعلم أن الفارق الوحيد بين الطلبة الناجحين والفاشلين هو القدرة على البدء في العمل.
    ولكي تبدأ في العمل عليك أن تهون الأمور على نفسك بأكبر قدر ممكن تمامًا مثل تسخين محرك السيارة في الصباح لتسير بعد ذلك في نعومة ويسر.
    وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: 'إذا قام أحدكم من الليل فليصل ركعتين خفيفتين ثم ليطول بعد ما شاء' [ضعيف، والصحيح أنه موقوف على أبي هريرة].
    هذا الحديث يدل على مشروعية افتتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين لينشط بهما لما بعدهما' [عون المعبود شرح سنن أبي داود].
    وليسهل عليك التنفيذ فإليك خمسة طرق تساعدك على البدء في العمل.
    1ـ اصنع مناخًا مناسبًا للعمل:
    إن أكثر الأشياء إحباطًا في مكان استذكارك هو أن تنظر حولك وتشعر أن المكان يبعث فيك الكآبة، فحاول أن تخصص مكانًا معينًا سواء حجرة أو جزءًا منها للعمل واجعل من هذا المكان جوًا جذابًا بطريقتك الخاصة.
    2ـ ضع قائمة مسبقة بالمهام المطلوبة:
    ولا تكن مفرطًا في طموحك وحدد لنفسك أهدافًا معينة يمكنك إنجازها بالفعل في الوقت المناسب ثم قم بأي عمل إضافي إذا كان هناك متسعًا من الوقت لذلك.
    3ـ ضع فوائد الدراسة نصب عينيك:
    وهذا مهم للغاية خاصة في المهام الكبيرة، وإلا سيفتر حماسك المبدئي وقد لا تستجمع قواك لتبدأ هذه المهمة. حاول أن تكتب فوائد هذا العمل وتذكرها جيدًا هذا من شأنه أن يولد في نفسك الرغبة ومن ثم الدافع للعمل. يقول دنيس ويتلي: 'تتحكم قوة رغباتنا في دوافعنا وبالتالي في تصرفاتنا'.
    4ـ اترك مناخ عملك جذابًا للمرة التالية:
    استغل الدقائق الأخيرة في فترة العمل في ترتيب المكان والاستعداد للمرة القادمة، هذا سيسهل عليك البداية مرة أخرى, وهو أفضل توقيت للتخطيط مقدمًا لما ستفعله فيما بعد.
    5ـ ابدأ بطاعة الله:
    كأن تسمي الله وتحمد الله ـ تعالى ـ وتصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقرأ قليلاً من القرآن، وتستغفر الله جل وعلا، وإن شئت أن تتصدق فتصدق، فالإنسان ضعيف بنفسه قوي بالله، والطاعة تجلب لك عون الله ونصرته.
    قال ابن عباس رضي الله عنهما: 'إن للحسنة ضياء في الوجه ونورًا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق'.
    هذه خمسة طرق تسهل عليك البداية والآن لننتقل معًا إلى الأساس الثاني من أسس الدراسة الفعالة:
    الأساس الثاني: الشعور بالسعادة أثناء العمل:
    ذُكر في مقالة في مجلة 'ريدرز دايجيست' تقرير يفيد بأن هناك شخصًا من بين كل اثنين لا يحب العمل الذي يقوم به!! هل تتخيل ذلك؟
    إن سببًا أساسيًا في نجاحك في عملك هو حبك لهذا العمل وشعورك بالسعادة وأنت تؤديه، وحتى يكون كلامنا أقرب للتطبيق فإليك ثلاثة طرق تساعدك على الشعور بالسعادة أثناء العمل.
    1ـ اعمل في أفضل أوقات يومك:
    هناك من يعملون أفضل أو بطريقة أكثر سهولة في أوقات معينة من اليوم أكثر من غيرها، فلو كانت لديك بعض الأفضليات فحاول أن تعمل فيها.
    2ـ الدراسة في أوقات قصيرة:
    يصعب التهام قالب شيكولاتة كبير مرة واحدة، ولكن إذا نظرت إلى علبة الشيكولاتة ستجد أنها مقسمة إلى قطع صغيرة. فحاول أن تقسم عملك إلى أهداف صغيرة تنجزها خلال فترات قصيرة تتخللها استراحات متتالية.
    3ـ إخلاص العمل لله:
    فالأصل أن أي عمل يعمله المسلم هو عبادة لله، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].
    وللإخلاص طعم جميل لا يعرفه إلا من ذاقه، هذا الطعم يجعلك تشعر بلذة وراحة وأنت تعمل العمل. قال أحد السلف: 'لو يعلم أبناء الملوك والملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف'.
    فهذه ثلاثة طرق للشعور بالسعادة أثناء العمل.
    والآن مع الأساس الثالث من أسس الدراسة الفعالة:
    الأساس الثالث: التخطيط والتنظيم:
    وحتى ينتظم كلامنا فإليك ثلاثة طرق لذلك:
    1ـ تقسيم المشروعات الكبيرة إلى شرائح:
    ضع لنفسك مهامًا صغيرة تستطيع القيام بها حتى ينتهي بك الأمر في النهاية إلى إنجاز المهمة الكبرى ككل..
    2ـ استكمل المشروع أولاً:
    قد يكون مغريًا أن تترك المشروع الحالي للبدء في واحد جديد أكثر إثارة منه حتى يتراكم عليك على مدار سنوات عدد من المشروعات الغير مكتملة ولذلك إذا أردت أن تبدأ في مشروع جديد إما أن تكون مستعدًا لاستكمال مشاريعك جميعًا أو انته من المشروع القديم أولاً ثم ابدأ في الجديد.
    3ـ الدراسة مع وجود هدف في العقل:
    معظم الناس يقرءون الكتب من الجلدة إلى الجلدة وسطر سطر رغم أن ذلك ليس هو الأسلوب الأمثل لمعظم الأغراض الدراسية لأن هذا يفقدك التركيز ويضيع الكثير من الوقت فعندما تذاكر فكر بطريقة قراءة الصحف أي التغليب والاختيار والقراءة لبعض المقالات، والتركيز على بعضها وتجاهل البعض الآخر، اختر ما تقرأ واختر الكم الذي تقرؤه، وفي أثناء هذا الاختيار ضع الهدف أمامك: ما هو الهدف الذي تريد الحصول عليه من هذه القراءة أو الدراسة؟
    فهذه ثلاثة طرق هي أساس التخطيط والتنظيم. والآن إلى الأساس الرابع من أسس الدراسة الفعالة:
    الأساس الرابع: الانتهاء من مرحلة الدراسة:
    وإليك ثلاثة طرق تنهي لك هذا الأساس:
    1ـ احفظ عملك بطريقة تسهل عليك الوصول إليه:
    إن المفتاح إلى تفادي ضياع الوقت هو أن تحدد أماكن تحتفظ فيها بملحوظاتك وبما استخلصته من العمل، وعندما تنتهي من عملك حاول أن تعيد أدوات العمل من كتب وأقلام وغيرها إلى أماكنها حتى لا تختلط بغيرها من الأشياء مما يسبب فوضى.
    2ـ كافئ نفسك عن كل فترة مذاكرة:
    والمبدأ البسيط في ذلك هو أنك تستمتع بعمل الأشياء أكثر إن كانت هناك مكافأة على ذلك فهذا سيدفعك للرغبة في تكرارها.
    إن مفتاح النجاح في العمل أن تجعل المكافآت بسيطة وفورية اجعل لنفسك مكافأة إذا انتهيت من عملك هذا يساعدك على العمل، على العكس إذا انتهيت من المتعة قبل بداية العمل يصعب عليك العمل بعد ذلك.
    3ـ شكر الله على الانتهاء من العمل:
    فهو الذي أعان وهو الذي يسّر الأمور أحق من شُكر وأجود من سُئل سبحانه.
    قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]، اشكر الله واحمد الله يزدك من فضله ويبارك لك في عملك.
    هذه هي أسس الدراسة الفعالة المؤدية إلى العلم النافع والمعرفة الصحيحة وبقي الجد والاجتهاد والعمل وكما قيل:
    'خير من القول فاعله، وخير من الصواب قائله وخير من العلم حامله'.
    بدون تفاصيل: أسس الدراسة الفعالة:
    [1] اجعل البداية سهلة
    1ـ اصنع مناخًا مناسبًا للعمل.
    2ـ ضع قائمة مسبقة للمهام المطلوبة.
    3ـ ضع فوائد الدراسة نصب عينيك.
    4ـ اترك مناخ العمل جذابًا للمرة التالية.
    5ـ ابدأ بطاعة الله.
    [2] الشعور بالسعادة أثناء العمل
    1ـ اعمل في أفضل أوقات يومك.
    2ـ الدراسة في أوقات قصيرة.
    3ـ إخلاص العمل لله.
    [3] التخطيط والتنظيم
    1ـ تقسيم المشروعات الكبيرة إلى شرائح.
    2ـ استكمل المشروع أولاً.
    3ـ الدراسة مع وجود هدف في العقل.
    [4] الانتهاء من مرحلة الدراسة
    1ـ احفظ عملك بطريقة تسهل عليك الوصول إليه.
    2ـ كافئ نفسك عن كل فترة مذاكرة.
    3ـ شكر الله على الانتهاء من العمل.



    كافئ نفسك - إدارة العقل

    فن الإدارة :الوطن العربي :الخميس 5 ربيع الأول 1426هـ - 14 أبريل 2005 م




    يسخر مني البعض ويقول:
    أنا كافئ نفسي! أنا أعطيها جائزة!
    قل لي: اضربها، أدبها، ذمها لكن لا تقول لي كافئها أبدًا.
    قبل أن تغلق أخي القارئ نافذة هذه المقالة اقرأ معي السطور القليلة الآتية عسى أن تفهم لماذا أكافئ نفسي؟

    أسباب مكافأتك لنفسك

    السبب الأول:
    أنها تزودك بالمتعة والبهجة التي تساعك في إشعارك بأنك في حالة طيبة وأنك تتمتع بالثقة في نفسك. فبمجرد أن نكبر في السن تصبح الحياة مليئة بالمهام التي علينا القيام بها في البيت، وفي مكان العمل، حتى بات من السهل لنا أن نغرق في أوحال الروتين وأن ننسى الفرحة وعلى العكس تجد معظم الأطفال يستطيعون الالتقاء بأنفسهم في أحضان أصغر المباهج وترك أنفسهم للمتع اللحظية إننا الكبار نتصرف وكأن المباهج أمر ثمين للغاية حتى أننا نحتفظ بها للمناسبات الخاصة، كما لو أنها في خطر أو أنها تتعرض للتلف بسبب الاستخدام.
    في ثقافتنا خطر كبير يتمثل في أننا وبلا وعي منا نصد إمكانيات الفرح والترويح ذلك لأننا وإلى حد ما نعتقد أنه لا ينبغي علينا القيام بامتاع أنفسنا، ونميل إل الاعتقاد أن الأمور الأخرى أكثر أهمية من ذلك مع أن الترويح والمكافأة يدعم قدرة احتمالنا على أداء تلك الأعمال الهامة والجديرة بالتنفيذ لأنه سيكون لدينا المزيد من الطاقة والقوة والمرونة.

    السبب الثاني: استخدام المكافآت يخفف من صعوبة المهام غير المحببة:
    مثال: كان جوناثان طبيبًا يعمل كممارس عام، وكان الجزء الذي وجده بغيضًا لديه في مهنته هو الاستدعاءات الليلية، لقد كان يشعر بالبؤس حين يستيقظ على رنين الهاتف في آخر الليل ليجد نفسه أمام مشكلة طبية زرعت نفسها أمامه ولقد استطاع أن يخفف من هذا العبء بأن يمنح نفسه علامة صح في كل مرة يقوم بها بزيارة ليلية بحيث إذا جمع ثلاث علامات يكافئ نفسه بأن يشتري لها اسطوانة سي دي.
    وهكذا أيها الأخ عليك بالتخطيط لمكافأة نفسك على إنجازك للعمل الذي كان يفزعك أن تقوم به واربط بين الاثنين معًا. الانجاز والمكافأة وانظر إلى المكافأة على اعتبار أنها نتيجة لامتلاكك الشجاعة على مواجهة عمل غير محبب.

    السبب الثالث: إن الجوائز والمكافأة تخلق أفضل بيئة
    للمساعدة على التغيير في الاتجاهات التي ترغب في تبديلها. إن الوقت الملي بالمهام التي يتم تنفيذها من منطلق الواجب أو الإحساس بالذنب إنما يقوض من مقدرتك على التطور ويشعرك بأنك تجهز وتعد لحياتك أكثر من أن تعيش الحياة نفسها، وكأنك طوال عمرك تستعد للحياة ثم لا تعيش بعد ذلك.

    السبب الرابع: استخدام المكافآت يساعد على إسقاط الحاجز القائم في طريق أداء العمل:
    فالأمر يبدو أسهل في تناولنا للعمل الصعب إن وعدنا أنفسنا براحة بعد العمل نتناول فيها الشاي أو نتجول فيها مع أحد أصدقائنا.

    ضوابط مكافأة النفس

    1ـ اختيار المكافأة المفيدة لك:
    فكر في الشيء الذي تستمتع به والذي يمنحك السعادة والفرح أو يساعدك على الاسترخاء، فكر في الأشياء البسيطة مثل تناول كوب من الشاي أو مشاهدة برنامج مفيد عل التلفاز، فكر في الأشياء الكبيرة مثل القيام بأجازة.
    فكر في الأشياء التي تريد أن تشتريها، حاول أن تكون قائمة من 20 شيئًا عن المكافآت وكلما طالت القائمة كلما كان أفضل.

    2ـ اختيار التوقيت السليم:
    تعمل المكافآت أفضل عندما تأتي بسرعة بعد إنجاز الهدف المحدد. كافئ نفسك فور الانتهاء من مذاكرتك، فإن كفأت نفسك في البداية قد تزداد المذاكرة صعوبة وربما توقفت عن المذاكرة وبالتالي لن تصبح للمكافأة قيمة في البداية؟ وإن كانت نفسك بعدها بمدة كبيرة فإن العلاقة بين الاثنين تكون قد ضاعت.

    3ـ كافئ نفسك كثيرًا:
    يسعد كل شخص من المكافأة اليومية فالمباهج البسيطة كفيلة بأن تجعل ا لحياة أسهل وأكثر إمتاعًا، لكن تجنب تلك المكافآت التي تفشل في إرضائك، فإذا كنت مثلاً من المحبين لالتهام لقمة القاضي أو الشيكولاته، وتجد تلك المكافأة تعمل فقط على أن تسرع بالبحث عن البهية في شيء آخر، أو حتى تجعلك تشعر بحال أفضل لكن لمدة قصيرة، فهذه مكافأة ليست جيدة.

    4ـ امنح التنوع لنفسك:
    قد ينتابك السأم والضجر من الحصول على نفس المكافأة في كل مرة وعندما يصل الأمر إلى هذا الحد فإنها تفقد قوتها في التشجيع.

    5ـ حول المباهج الروتينية إلى مكافآت فعالة:
    إن تركك لكافة الأشياء التي يصعب عليك القيام بها لآخر لحظة يجعلك وكأنك تصنع مستنقعًا متعبًا عليك النضال معه فيما بعد، فإذا كنت تستمتع مثلاً باستراحة لتناول القهوة كل صباح فإنها ستكون أكثر إمتاعًا وتشكل مكافأة أفضل لك إن كنت قد قمت بعمل تكرهه قبل ارتشافها، وليس أن تقوم به بعدها.

    6ـ احذر من مكافأة تضرك:
    قد يخطئ بعض الناس ويكافئ نفسه بأشياء تضره كأن يشرب سيجارة وهي محرمة شرعًا تضر صحته وماله، أو رجل مثلاً يعاني السمنة ويحاول أن يسير على نظام غذائي فيكافئ نفسه بأكل يخرق نظامه الغذائي كالشيكولاته مثلاً، أو رجل يكافئ نفسه بإزعاج الآخرين، فهذه مكافأة تضرك أكثر مما تنفعك. وكما قال تعالى عن الخمر والميسر: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة:219].

    اقتراحات لمكافأة النفس

    إليك أخي القارئ هذا الجدول الذي فيه بعض الاقتراحات لمكافأة نفسك، ولكن نذكرك بأن هناك مكافآت بسيطة تكافئ بها نفسك بعد العمل مباشرة، وهناك مكافآت كبيرة تحتاج إلى جمع علامات لها فمثلاً تقول حتى اشترى قميصًا جديدًا على تجميع خمس علامات، وكلما عملت عملاً شاقًا تعطي نفسك علامة حتى تحصل الخمس علامات.

    طعام وشراب مثل: تناول بسكويت بالشيكولاتة وجبتك المفضلة - كوب شاي.
    أنشطة مثل: القيام بالمشي ـ مشاهدة برنامج مفيد على التلفاز ـ الاستمتاع بإحدى الهوايات المباحة ـ حل الكلمات المتقاطعة.
    الاسترخاء مثل: أخذ حمام مطول ـ القراءة ـ الاستيقاظ المتأخر ـ الجلوس بجوار المدفأة.
    الشراء مثل: شراء باقة زهور ـ شراء قطعة ملابس جديدة ـ شراء المصحف المرتل أو سلسلة دروس.
    الوقت مثل: تمنح نفسك 10 دقائق استراحة ـ استراحة في نهاية الأسبوع ـ القيام بأجازة.
    تمارين مثل: الاشتراك في صالة الألعاب المحلية ـ الاشتراك في أحد الألعاب الرياضية.
    التحدث مع النفس مثل: 'إني أمضي على ما يرام ـ حاجة تمام ـ يمكنك القيام بذلك ـ أن تستحق الراحة.
    الآخرون مثل: التحدث في التليفون ـ زيارة صديق ـ تناول غذاء مطول مع أحد قدامى الأصدقاء.

    نماذج: تجد مبدأ الترويح والمكافأة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم:

    فيوم خيبر أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرفع الروح المعنوية للصحابة فخرج إليهم وقال 'لأعطين الراية غدًا رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه' فبات الصحابة ليلتهم كلهم يتمنى أن يكون ذلك الرجل، وأعطاها في اليوم التالي لعلي بن أبي طالب.

    وبينما هو عائد صلى الله عليه وسلم من إحدى غزواته ومعه السيدة عائشة رضي الله عنها فيروح عنها فيسابقها فتسبقه، فلما أثقلت عائشة اللحم سابقها فسبقها فقال لها : 'هذه بتلك يا عائشة'.
    وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: 'إني لاستجم ليكون أنشط لي في الحق، فقيل له: أراك لا تفتر عن الذكر فكم تسبح ؟ قال: مائة ألف إلا أن تخطئ الأصابع.

    وكان من السلف من يطعم نفسه الحلوى إذا اجتهدت في العبادة ومنهم من يطعم طلبة علمه الفالوذج [نوع من الحلوى].

    وقال علي رضي الله عنه: 'أجموا ـ أي روحوا ـ هذه القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان' وبعد فيا أخي القارئ فلعلك تكون قد اقتنعت بمبدأ مكافأة النفس، اذهب فكافئ نفسك الآن إن قرأت هذه المقالة، ولتكن المكافأة أن تدعو لي بالهداية والتوفيق وجزاك الله خيرًا.





    الساعة و البوصلة........ إدارة العقل

    فن الإدارة :الوطن العربي :الثلاثاء 28 شعبان 1425هـ - 12 أكتوبر 2004 م



    المهارة الأولى للياقة الذهنية
    أين الإسكندرية؟
    مفكرة الإسلام : بعد أداء صلاة الفجر وفي تمام الساعة السادسة صباحًا وقفت الأسرة المتكونة من الأب والأم والابن والبنت أمام السيارة لوضع الحقائب في مؤخرة السيارة وركوب السيارة بعدها للسفر من القاهرة إلى الإسكندرية لقضاء يوم من الإجازة الصيفية هناك. كانت الخطة أن يصلوا إلى الإسكندرية وقت صلاة الظهر حيث يصلون هناك ثم يحجزن في أحد الفنادق ثم تنال الأسرة قسطًا من الراحة وبعدها يتجهون إلى البحر مباشرة حيث يقضون الوقت إلى صلاة المغرب.
    وما إن ركب الجميع في السيارة وبدأت السيارة في التحرك حتى أثار الابن هذا التساؤل: فقال: يا أبي أليس وقت السفر من القاهرة إلى الإسكندرية أربع ساعات فقط؟ فرد الوالد: بلى يا بني هكذا أخبرني أصدقائي وأنا متأكد من كلامهم على الرغم من أن هذه أول مرة أسافر فيها إلى الإسكندرية. فقال الابن: إذن سنصل إن شاء الله في حوالي الساعة العاشرة صباحًا، فما سنفعل من الساعة العاشرة إلى
    الساعة الواحدة؟ فردت الأم بسرعة: هذا أفضل وقت للتسوق في هذه المدينة قبل وقت الزحام.
    فوافقتها البنت مسرعة أيضًا: نعم يا أماه، أريد أن أشتري بعض الملابس من هذه المدينة المتميز سوقها. فردت الأم ولكني أريد شراء الطعام والخضار اللازم لنا في هذه الرحلة. فرد الابن: السوق .. السوق .. كل حياتكن السوق! كلا أنا صاحب هذه الفكرة من الأساس وأريد أن أذهب إلى الملاهي في هذا الوقت.
    ضحك الوالد من كلامهم جميعًا ثم قال 'تكلموا كما تشاءون، ما إن أصل إلى المدينة حتى سأتوجه في الحال إلى أقرب فندق لأنال قسطًا أكبر من الراحة، وابحثوا ساعتها عمن يأخذكم إلى ما تريدون.
    فانقلب الجميع ضدًا عليه: فأنت دائمًا تريد أن ترتاح! هذه رحلة ترفيهية وليست رحلة نومية، وما الذي جاء بك إلى الإسكندرية إذا كان الهدف من الرحلة النوم. فأجاب الوالد: حكم القوي على الضعيف.
    استمرت الأسرة في هذا الجدال لمدة ساعة كل ذلك والوالد يسير في طريقه مسرعًا إلى الإسكندرية وبعد ساعة من الجدال غضب الوالد وقال: اسكتوا جميعًا أنتم تشوشون علي أثناء قيادتي للسيارة انتظروا حتى نصل إلى الإسكندرية وبعدها يحلها ألف حلال.
    فسكت الجميع وأخذوا يستمعون إلى شريط القرآن الذي وضعه الوالد في المسجل واستمر الوالد في قيادته مسرعًا إلى مدينة الإسكندرية.
    مر حوالي أربع ساعات ونصف ولم يصلوا بعد إلى الإسكندرية. وكانت المفاجأة الكبرى للأسرة في النهاية أنهم وجدوا أنفسهم على أبواب مدينة المنيا بدلاً من مدينة الإسكندرية. لقد أخطأ الوالد فاتجه إلى الجنوب بدلاً من أن يتجه إلى الشمال حيث الإسكندرية، وبالتالي ضاعت الرحلة بأكملها ولم يعد هناك وقت كافٍ للوصول إلى الإسكندرية.
    ما هي العبرة من هذا المثال؟
    إن أهم سبب وراء قلة إنتاجيتنا وقلة وصولنا إلى أهدافنا يكمن في عدم وضوح أهدافنا وقيمنا، وبالتالي عدم وضوح الوجهة إلى تلك القيم والأهداف، إنه من المغري الاعتقاد بأن الأمر يرجع إلى ضعف الإرادة أو الكسل أو قلة الكفاءة، لكن وبالرغم من أن هذه الأمور قد تكون بالفعل عوامل مساهمة في إيجاد هذا الوضع إلا أنها نادرًا ما تنطوي على أهمية كبيرة.
    لقد قرأ كل واحد فينا أكثر من كتاب في فن إدارة الوقت ومع ذلك لم يحظ بعد قراءته بكبير فائدة لأنه لا قيمة لهذه القواعد لاستغلال الوقت بدون المبدأ المركزي لاستغلال الوقت الذي يتم بالبساطة والعمق، فما هو ذلك المبدأ المركزي؟؟
    المبدأ المركزي لاستغلال الوقت:
    لتقضي وقتك في القيام بتلك الأشياء التي ترى أنها ذات قيمة لديك والتي تساعدك على تحقيق أهدافك.
    كثير منا ـ وبكل أسف ـ يقضي أغلب أوقاته بعيدًا كل البعد عن قيمه وأهدافه بل يقضي أغلب أوقاته في أشياء مدفوع إليها دفعًا وفي أعمال مضطر إلى عملها اضطرارًا، وبالتالي تمر الأيام والأسابيع والشهور والسنين دون أن يحقق أهدافه ودون أن يصل إلى طموحاته.
    ها هي هيلاري إحدى سيدات الأعمال الشابات كانت في ظاهرها تبدو سعيدة وناجحة، ولكنها في داخلها كانت تشعر بالقلق وانعدام السيطرة، ذهبت إلى أحد الأطباء النفسيين فإذا به يجد عملها سلسلة من الضغوط لا نهاية لها، مع أنها كانت تدرك كل شي عن إدارة الوقت، إذًا فأين تكمن المشكلة؟
    لقد كانت هيلاري مشغولة وكانت تعمل بكفاءة لكن المشكلة أنها كانت في فترات طويلة من أوقاتها كانت تؤدي أعمالاً لا تساهم في الوصول بها إلى أهدافها الرئيسة، فلم تكن تختار أي المشروعات التي عليها أن تنفذها، وأيها تلك التي عليها أن تنبذها، وذلك في ضوء مرجعية قيمها وأهدافها. ويعود ذلك إلى أنها لم تكن تمتلك فكرة واضحة عن ماهية تلك القيم وماهية تلك الأهداف. وكانت النتيجة أنها قبلت أن تأخذ على عاتقها القيام بكل المشروعات تقريبًا والتي ألقى بها في طريقها، ولم تكن لها رؤية واضحة تمكنها من تحديد أولوياتها وانتهى بها الأمر إلى تنفيذ أي أعمال تتصف بأنها عاجلة للغاية؛ والحصاد: الضغط العصبي وانعدام الرضا.
    وقفة مع النفس:
    بداية الإصلاح إذًا أن نقف مع أنفسنا وقفة نحدد من خلالها تلك القيم والأهداف التي نريد أن نصل إليها في حياتنا، فإذا ما اتضحت تلك القيم والأهداف سهل علينا بعد ذلك أن نقضي أوقاتنا في الوصول إلى تلك القيم والأهداف.
    وإليك وصفة تسهل عليك الوصول إلى معرفة قيمك وأهدافك:
    تخيل أن جنازتك سوف تجري بعد ثلاثة أعوام ترى ما الذي تحب للناس أن يذكروه عنك؟ ما الذي تود أن يقوله عنك أحد أصدقائك المقربين؟
    لاشك أن تذكر الموت والآخرة يعيد للإنسان صوابه ويساعده بشدة على اختيار أهدافه الصحيحة ويعطيه نور البصيرة في كيفية قضاء الوقت في هذه الحياة الدنيا، ولذا فقد قال صلى الله عليه وسلم: [[أكثروا من ذكر هادم اللذات]].
    وقال أيضًا: [[اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك، وغناك قبل فرقك، وفراغك قبل شغلك، وصحتك قبل سقمك]].
    إذًا ابدأ وتأمل وتذكر وبعدها حدد الأهداف الدنيوية والدينية التي تريد تحقيقها قبل أن ترحل من هذه الحياة.
    تناول فطيرة الوقت:
    من الأشياء التي قد تفيدك جدًا في إدارة وقتك وحياتك هو عمل تلك الفطيرة المستديرة فطيرة الوقت. إنها رسم بياني دائري توضح عليه كم من الوقت تريد أن تقضيه في كل من النواحي الرئيسة في حياتك: عملك، أسرتك، أورادك، اهتماماتك، ترفيهك عن نفسك، هذه الفطيرة المستديرة تشكل أمرًا مفيدًا للشخص المشغول الذي يبدو أن عمله يستغرق كل حياته بمثل الفائدة التي تعود على الشخص الذي تبدو حياته وقد أتخمت بالفراغ!
    فغالبًا ما تجد الشخص المنشغل قد فقد الاتصال بما هو هام فعلاً، لذا فإن كنت مشغولاً للغاية اقتطع وقتًا تقوم فيه بعمل تقريرك عن القيم والأهداف، ثم ارسم رسمًا دائريًا موضحًا فيه كم من الوقت تريد أن تقضيه في كل النواحي الرئيسة، وحاول أن تعقد مقارنة بين توزيعك للوقت في رسمك الدائري المثالي، وبين توزيعك لوقتك، في الواقع إن إحدى المشاكل التي يواجهها الشخص المشغول هو أن العمل يمكن أن يلتهم قدرًا متزايدًا إلى حد الإفراط من الوقت، وذلك على حساب العائلة، والأصدقاء.
    نموذج لفطيرة الوقت:


    قسم أنشطتك إلى أربعة أقسام:
    كل الأنشطة التي تشغل أسبوعك يمكن أن تبوب بطريقتين: من جهة مدى أهميتها ومن جهة كم هي ملحة أو عاجلة.
    مربع الأنشطة:
    [1]
    هام
    عاجل [2]
    هام
    غير عاجل
    [3]
    غير هام
    عاجل [4]
    غير هام
    غير عاجل

    إن من أخطائنا في الحياة أننا نضع أنفسنا كثيرًا في خانة الهام والعاجل مما يجعلنا تحت ضغط نفسي ويجعلنا لا نتقن العمل كذلك. ويسبب لنا أيضًا الهروب والتسلل من هذه الخانة إلى خانة غير هام وغير عاجل، مثل: تصفح الجرائد أو إحدى المجلات، حتى ولو كان ذلك يتم بلا متعة كبيرة إلا أنه يتم في وقت نشاء ذلك لمجرد وجودها أمامنا، وعلى سبيل الحصول على قسط من الراحة فقط.
    إن الهدف الذي نريد الوصول إليه من خلال ذلك المربع أن نقضي أوقاتنا في مزاولة تلك الأنشطة ذات الأهمية بالنسبة لنا. وعلى ذلك فالهدف أيضًا هو ألا تقضي أوقاتًا في أنشطة غير هامة سواء كانت عاجلة أو غير عاجلة.
    وأكثر من ذلك فالمرغوب أن تقضي أكثر ما تستطيع من وقت في الأنشطة غير العاجلة ليس فقط لأن الأمر يكون إرهاقًا في العمل في الأمور العاجلة ولكن أيضًا لأن هناك كثيرًا من الأنشطة الهامة لا تصبح عاجلة أبدًا وسوف تؤجلها دائمًا، مثل: قضاء الوقت مع الأسرة وتطوير اهتماماتك وبعض الترفيه، ومع زيادتك للوقت الممنوح للأعمال غير العاجلة فإنك سوف تقلل بالتدريج من كمية الوقت التي تحتاجها لأجل الأعمال العاجلة لأنك سوف تقوم بتنفيذها قبل أن تصبح عاجلة بالفعل.








    كيف تنشط ذاكرتك؟...إدارة العقل


    فن الإدارة :الوطن العربي :الاثنين 25 ربيع الآخر 1425هـ - 14 يونيو 2004 م



    مفكرة الإسلام : منذ زمن بعيد والناس يبحثون عن الذاكرة, وقبل الانتشار الكبير لوسائل الكتابة المحمولة كانت الذاكرة القوية ضرورية لعمل الكثير من الأنشطة.

    عقلك ليس حاسبًا آليًا

    يتميز الحاسب الآلي الذي نكتب عليه بذاكرة ضخمة, لكن عقله ضعيف وهذا عكس الإنسان, ومن الخطأ أن نعتقد أن ذاكرتنا تعمل مثل الحاسب الآلي فكم من مرة فكرت 'يجب أن أتذكر هذا' ثم نسيته في نفس اليوم؟

    من النادر أن نستطيع الكتابة في عقلنا مرة واحدة ونتوقع أن تتذكر هذه المعلومة إلى الأبد.

    ولهذا سُمي الإنسان إنسانًا وذلك لكثرة النسيان, ولهذا كان من امتنان الله على المؤمنين أن يسر لهم حفظ الذكر, {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: 49].

    وكان حفاظ المسلمين آية في حفظ الآيات والأحاديث والأقوال والأشعار, كانت كالنور الرباني في صدورهم وعقولهم, ولهذا لمّا شكى الشافعي إلى شيخه وكيع سوء حفظه أرشده إلى حفظ نفسه وبصره عن المعاصي, وأنشد قائلاً:



    شكوتُ إلى وكيع سوء حفظي
    وقال: اعلم بأن العلم نورٌ





    فأرشدني إلى ترك المعاصي
    ونور الله لا يُهدى لعاصي




    نمِّ ذاكرتك:

    ستحسن إن شاء الله تقنيات الذاكرة بصورة مذهلة, ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول إلى حاسب آلي, وهذه الاستراتيجيات يمكن أن توصلك إلى أحسن صورة ممكنة, ولكن تذكر أن الحافظة رزق من الله جل وعلا, وهي تختلف من شخص لآخر, وكل ما سنفعله هو تطوير ذاكرتك أنت والاستفادة القصوى من إمكاناتها.

    واعلم أنه في بعض الأحيان يكون النسيان جيدًا, لكي نتمكن من أن ننسى الآلام والأحزان, وفي بعض الأحيان تؤثر ملكة الحفظ على ملكة التفكير والتحليل.

    وهناك وسيلتان لزيادة فعالة الذاكرة:

    الوسيلة الأولى: داخلية.

    الوسيلة الثانية: استخدام أدوات خارجية مساعدة.



    الوسائل الداخلية التي تساعد على تنشيط الذاكرة:

    1ـ قانون التأثير الجماعي:

    الكمية التي تذكرها متصلة بشدة بكمية الوقت التي نقضيها في التعلم. وتتأثر الكمية التي تتذكرها أيضًا بمزاجك الخاص وخاصة بمستوى قلقك, فإن كان عقلك مليئًا بالأشياء المقلقة, فمن الصعب أن تتعلم, ولكي تحسن التعلم فأنت بحاجة إلى تركيز, ولكن بدون قلق, فكل ما تحتاج إليه هو التركيز بدون توتر.

    2ـ التنظيم:

    هناك أربعة جوانب للتنظيم تساعدك على تحسين الذاكرة:

    أ ـ التقسيم: حتى تستطيع أن تتذكر كمية كبيرة من المعلومات, فمن الأفضل أن تجزئها إلى قطع صغيرة, ويتضح هذا عند ذهابك للتسوق, فأنت تريد شراء عشرات الأشياء ولا يمكن أن تتذكرها جميعًا, ولكن يمكن ذلك إذا قسمتها إلى أقسام, فمثلاً أنا أريد شراء كذا من قسم اللحوم, وكذا من قسم الخضار... إلخ, وهذه هي الطريقة المتبعة في كل شيء سواء في الدراسة أو حفظ القرآن أو أي شيء ولكن يجب أن يكون هذا التقسيم مهيكلاً.

    فنقول مثلاً سورة كذا تتكون من عدد من الأرباع هي كذا وكذا... إلخ, وكل ربع ينقسم إلى عدد من المقاطع الواضحة.

    ب ـ استخدام المفاتيح: كمن يقول لنفسه هذا الكتاب مكون من خمسة فصول, ويتذكر أربعة بسهولة ويحاول أن يتذكر الخامس, فتكون كلمة خمسة فصول هي مفتاح التذكر.

    جـ ـ الربط: ربط المعلومات الجيدة بأخرى قديمة مستقرة ومحفوظة, وبهذه الطريقة يمكنك أن تبني مادة تتعلمها بطريقة تسهل عليك تذكرها. فمثلاً تقول: شارع النور الجديد هو الشارع الذي يلي مكتبة الإيمان.. وهكذا.

    د ـ المعنى: من الأسهل تعلم وتذكر شيء ذي مغزى عن تعلم شيء لا يعني لك الكثير, فمعاني الكلمات يمكن أن تصاغ بعدة طرق.


    3ـ المراجعة:

    على العكس تمامًا من جهاز الكمبيوتر فنحن أحيانًا لا نستطع تذكر بعض المعلومات التي تم دراستها مسبقًا في لحظة واحدة, فنحن أحيانًا ننسى ما سبق تعلمه.

    ولقد ثبت بالتجربة أن أكثر طرق المراجعة فاعلية هي أن تراجع سريعًا بعد التعلم الشامل, وبعد ذلك نقسم الموضوع إلى مراجعات إضافية منفصلة على فترات متباعدة.

    قواعد أساسية للمراجعة:

    1ـ إذا لم تراجع ستضعف ذاكرتك وتقل مثل خط مرسوم على الرمال.

    2ـ أكثر الأوقات فاعلية للمراجعة عندما تشعر أنك ستنسى.

    3ـ إنك تنسى ببطء بعد كل مراجعة؛ لذلك من المهم أن تراجع من وقت لآخر على فترات متباعدة ومنفصلة.

    4ـ شيئان مهمان يجب وضعهما في الاعتبار:

    أ ـ إذا بدأت في المراجعة واكتشفت أنك نسيت معظم ما تعلمته, يجب أن تراجع أسرع في فترات متقاربة, أكثر من ذي قبل.

    ب ـ إذا بدأت في المراجعة, ووجدت نفسك تتذكر بوضوح لا داعي للاستمرار في المراجعة حيث ستكون مضيعة للوقت.

    إن المراجعة بمثابة تلميع الفضة, فالقليل المتكرر من المراجعة ينعش الذاكرة دائمًا, وتذكر أن المراجعة ليس معناها فقط أن تتلو ما في ذهنك بصوت مرتفع, ولكن يمكنك أن تجعل المادة في ذهنك حاضرة دائمًا, وطوعًا لاستخداماتك, واستخدمها كلما استطعت, والإبحار داخل عقلك كلما استطعت مفيد للغاية مما يجعلك متأكدًا من تذكر ما يحويه عقلك, وأيضًا يمكنك من ملأ الفراغات التي يمكن أن تتعرض لها الذاكرة, هذا يمكن أيضًا أن يجعلك عالمًا بالأشياء التي يجب التركيز عليها في المرة القادمة.

    وما نريد أن نؤكده هو أن 60% من فترة الدراسة تتم في التعلم والباقي في المراجعة وبعض الناس يستهويهم قضاء معظم الوقت في تعلم الجديد فإنه يبدو سخيفًا بالنسبة لهم أن يتوقفوا ليراجعوا شيئًا تم دراسته من قبل, وهذه الوسيلة غير الفعالة التي يتبعها معظم الناس في البداية تبدو طريقة جيدة, وبعد ذلك يتضح فشلها حيث يكونون قد نسوا معظم ما تم دراسته سابقًا, ويجدون أنفسهم مرتبكين, وغارقين في بحر من الألغاز, لذلك فإن المراجعة البسيطة والدائمة تفيد بشكل فعّال حيث إنها تغذي وتنشط الذاكرة, وتدعم ما تم دراسته سابقًا, وهذا يساعد على تعلم واستيعاب ما يأتي بعده.

    4ـ الاستدعاء:

    لنستعرض ـ مثلاً ـ لموقف يواجه مئات الأشخاص يوميًا, افترض أنك فقدت ساعتك أو سلسلة مفاتيحك التي كنت تمتلكها أول أمس ولم تجدها اليوم, ولقد بحثت عنها في أماكن عديدة ولكنك لم تجدها. وهدفك هو الاستمرار في البحث.

    ولكن عليك اتباع وسيلة أخرى قد تكون أكثر نفعًا وهي أن تستلقي على مقعدك مواجهًا تلك المشكلة, فكر بعمق وإصرار متى كانت آخر مرة رأيت فيها الشيء المفقود, وماذا كنت ترتدي في ذلك الحين, وماذا كنت تحمل في يدك مثلاً, ومن كان معك, وماذا فعلت آنذاك, استرسل في أفكارك مع مرور الوقت فإن كنت موفقًا فإنك ستدرك أين هو ذلك الشيء, وإن كنت أقل توفيقًا فإنك ستكون ضيّقت الاحتمالات وحصرتها في مكانين أو ثلاثة بدلاً من عشرات الأماكن, فإن كان مثلاً فُقد في القطار أدركت أنه ضاع إلى الأبد, فلا تضيّع وقتك في التفكير هباءً... وهكذا.

    5ـ مساعد الذاكرة:

    من أنجح الوسائل المستخدمة لإنعاش الذاكرة هي ربط معلومات معينة بجملة أو كلمة من الممكن استخدام حروفها لتذكرنا بجملة أطول أو مواضيع بأكملها, وهناك وسيلة أخرى ألا وهي تحويل الأشياء المملة كالجداول أو الأسماء المعقدة إلى قصة أو شيء ممتع ومسلٍ ليسهل تذكرها.

    الخلاصة:

    * يمكنك تنمية وتنشيط الذاكرة باتباع سياسات جيدة وتسمى رياضة تدريب العقل.

    * تذكر أن الذي نتذكره يتعلق بشدة بالوقت الذي استهلك في تعلم هذا الشيء.

    * لتتعلم بفاعلية عليك بالتركيز بدون قلق أو عصبية أو ضغط نفسي.

    * رتب طريقة تفكيرك بالآتي:

    ـ جزّئ المعلومات إلى أجزاء صغيرة بحد أقصى 7 أجزاء.

    ـ استخدم وسائل الربط لتذكرك بما تريد.

    ـ اربط المعلومات الحديثة بالقديمة.

    ـ اجعل المعلومات الحديثة ذات معنى مقبول في ذهنك.

    * استخدم سياسة المراجعة الفعالة, وراجع بعد التعلم الأساسي للمادة, وبعد ذلك قسم المراجعة إلى فترات متتابعة نسبيًا.

    وأولاً وأخيرًا, لا تنسَ قول الشافعي: 'إن العلم نور وأن المعاصي تُذهب نور العقل فننسى', والشيطان دائمًا يُنسي بني آدم وكلما

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:12 pm